ما أفضل دواء للضغط بدون أعراض جانبية ؟ [8 أدوية]

عند الحديث عن علاج ارتفاع ضغط الدم، يهدف العديد من الأشخاص إلى الحصول على دواء يمكنه التحكم في مستويات الضغط المرتفع دون التسبب في أعراض جانبية غير مرغوب فيها. ولكن من الضروري أن نعي أنه لا يوجد دواء يمكن أن يخلو من أي أعراض جانبية تمامًا. كل دواء، مهما كانت فعاليته، قد يتسبب في بعض الأعراض الجانبية التي قد تكون خفيفة أو شديدة حسب الحالة الصحية للفرد واستجابته للعلاج. ولذلك، فإن البحث عن دواء “أفضل” للضغط الذي يخلو من الأعراض الجانبية لا يعد هدفًا واقعيًا، بل الأصح هو البحث عن دواء يتناسب مع الحالة الصحية العامة للمريض ويقلل من احتمالية حدوث أعراض جانبية غير مرغوب فيها.

لماذا لا يوجد دواء خالي من الأعراض الجانبية؟

كما هو الحال مع جميع الأدوية، يعمل كل دواء على تأثيرات معينة في الجسم لتحقيق الهدف العلاجي، وقد تترتب على ذلك آثار جانبية غير مقصودة. على سبيل المثال، عند علاج ارتفاع ضغط الدم، تعمل الأدوية على توسيع الأوعية الدموية أو تقليل قوة نبضات القلب أو تقليل حجم الدم المتدفق عبر الأوعية، وهذه التغييرات قد تؤدي إلى تأثيرات أخرى في الجسم. تختلف هذه التأثيرات من شخص لآخر، فقد يعاني بعض الأشخاص من آثار جانبية بسيطة مثل الدوار أو الشعور بالتعب، بينما قد يواجه آخرون مشاكل أكثر تعقيدًا مثل انخفاض ضغط الدم المفرط أو مشاكل في الكلى أو تأثيرات على مستوى البوتاسيوم في الدم. لذا، فإن العامل الحاسم في العلاج هو تحقيق توازن بين الفاعلية والآثار الجانبية، وتحديد العلاج الأنسب لكل حالة صحية على حدة.

كيف يختار الطبيب دواء الضغط المناسب؟

توجد العديد من العوامل التي تؤثر في اختيار العلاج الأمثل للضغط المرتفع. قد يختلف نوع العلاج من مريض لآخر بناءً على حالته الصحية العامة، بالإضافة إلى حالاته المرضية المصاحبة مثل السكري أو الحمل أو أمراض القلب المزمنة. فعلى سبيل المثال، إذا كان المريض يعاني من ارتفاع ضغط الدم مع داء السكري، فقد يوصي الطبيب باستخدام أدوية معينة مثل مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE inhibitors) أو حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين 2 (ARBs)، وذلك لأن هذه الأدوية تساعد في الحفاظ على وظائف الكلى، التي قد تتأثر سلبًا بارتفاع ضغط الدم لدى مرضى السكري. أما في حالات الحمل، فقد يكون من الضروري اختيار أدوية لا تؤثر على الجنين، مثل دواء “الدوميت” (Aldomet)، وهو دواء آمن ومعروف في علاج ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل.

من العوامل الأخرى التي يأخذها الطبيب في الحسبان أيضًا هي درجة الاستجابة للدواء، حيث يختلف تأثير الأدوية على المرضى. فقد يتطلب بعض المرضى تعديل الجرعة أو تغيير الدواء بناءً على استجابة الجسم. وفي بعض الأحيان، يتم الجمع بين أكثر من نوع من الأدوية لتحقيق أفضل نتائج علاجية. كما يتم النظر أيضًا في العوامل الاجتماعية والاقتصادية، مثل القدرة على تحمل تكلفة الأدوية أو توافرها في الأسواق المحلية.

أشهر الأدوية المستخدمة في علاج ارتفاع ضغط الدم:

في مصر، هناك العديد من الأدوية المتوفرة للتحكم في ضغط الدم المرتفع، وهذه الأدوية تختلف في آلية عملها وتركيبتها. نعرض لك فيما يلي أبرز الأدوية المتاحة في السوق المصري:

1. كابوتين (Capoten):
   يحتوي على المادة الفعالة كابتوبريل (Captopril)، وهي واحدة من أشهر مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE inhibitors). يساعد هذا الدواء في توسيع الأوعية الدموية وتحسين تدفق الدم، مما يقلل من ضغط الدم. ويتميز كابوتين بفعاليته في حالات ارتفاع ضغط الدم العارض أو المزمن، ويوصف بتركيزات مختلفة مثل 25 مجم أو 50 مجم.
2. كونكور (Concor):
   يحتوي على بيسوبرولول (Bisoprolol)، وهو من أدوية حاصرات بيتا. يعمل بيسوبرولول على تقليل معدل ضربات القلب مما يقلل من ضغط الدم. يتوفر الدواء بعدة أنواع، مثل كونكور العادي وكونكور بلس (الذي يحتوي على هيدروكلوروثيازيد، وهو مدر للبول)، بالإضافة إلى كونكور أملو الذي يحتوي على مادة أملوديبين من فئة حاصرات قنوات الكالسيوم.
3. الدوميت (Aldomet):
   يحتوي على ميثيل دوبا، وهو دواء يُستخدم بشكل رئيسي في علاج ارتفاع ضغط الدم لدى النساء الحوامل، ويعتبر من الأدوية الآمنة في هذه الحالة. يعمل الدواء عن طريق تقليل النشاط السمبثاوي من الجهاز العصبي، مما يساعد في خفض ضغط الدم.
4. لازكس (Lasix):
   يحتوي على فيروسيميد (Furosemide)، وهو من أدوية مدرات البول التي تساعد في تقليل السوائل في الجسم، مما يساهم في خفض ضغط الدم. يُستخدم هذا الدواء أيضًا في حالات الوذمة أو تراكم السوائل في الجسم.
5. نورفاسك (Norvasc):
   يحتوي على أملوديبين (Amlodipine)، وهو من حاصرات قنوات الكالسيوم التي تعمل على استرخاء الأوعية الدموية وتقليل ضغط الدم. ويعد هذا الدواء من الأدوية الفعالة في خفض ضغط الدم المرتفع.
6. إيراستابكس (Erastapex):
   يحتوي على أولميسارتان (Olmesartan)، وهو من مضادات مستقبلات الأنجيوتنسين 2، ويعمل على توسيع الأوعية الدموية وبالتالي خفض ضغط الدم. يتوفر الدواء في صور مختلفة مثل إيراستابكس بلس (الذي يحتوي على هيدروكلوروثيازيد) وأيراستابكس كو (الذي يحتوي على أملوديبين).
7. كاردورا (Cardura):
   يحتوي على دوكسازوسين (Doxazosin)، وهو من حاصرات ألفا التي تساعد على استرخاء الأوعية الدموية وتقليل مقاومة الدم.
8. إكسفورج (Exforge):
   هو دواء مركب يحتوي على مادتين فعاليتين هما أملوديبين وفالسارتان، ويستخدم في الحالات التي لا يستجيب فيها المرضى إلى دواء واحد فقط.

ما هو ارتفاع ضغط الدم؟

ارتفاع ضغط الدم هو حالة طبية شائعة تحدث عندما يكون ضغط الدم في الشرايين أعلى من المعدل الطبيعي لفترة طويلة. يُقاس ضغط الدم باستخدام رقمين:

• الضغط الانقباضي (Systolic): هو الرقم الأعلى، ويعبر عن الضغط في الشرايين عندما ينقبض القلب ويضخ الدم.
• الضغط الانبساطي (Diastolic): هو الرقم الأقل، ويعبر عن الضغط في الشرايين عندما يكون القلب في حالة راحة بين الضربات.

الضغط الطبيعي يتراوح بين 90/60 ملم زئبقي و120/80 ملم زئبقي. إذا كان الضغط أكبر من 140/90 ملم زئبقي، يعتبر ارتفاع ضغط الدم.

عوامل الخطر لارتفاع ضغط الدم

تزداد احتمالية الإصابة بارتفاع ضغط الدم بناءً على مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية، مثل:

• السن: حيث يزيد خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم مع التقدم في العمر.
• التاريخ العائلي: إذا كان أحد أفراد العائلة يعاني من ارتفاع ضغط الدم.
• نمط الحياة: مثل السمنة، نقص النشاط البدني، تناول الكحوليات، والتدخين.

التغييرات اليومية للحد من ارتفاع الضغط

من أجل تحسين التحكم في ضغط الدم والوقاية من ارتفاعه، يمكن أن تساهم التغييرات اليومية البسيطة في تحسين الصحة العامة، مثل:

• ممارسة الرياضة بانتظام.
• تقليل تناول الأملاح.
• التوقف عن التدخين.
• الابتعاد عن الكحوليات والمشروبات المنبهة.
• الحفاظ على وزن مناسب.

هل يمكن الاستغناء عن دواء ضغط الدم؟

في بعض الحالات، قد يتمكن المرضى من تقليل أو إيقاف الدواء تدريجيًا تحت إشراف الطبيب إذا كانت مستويات ضغط الدم لديهم تحت السيطرة. ولكن في معظم الحالات، خصوصًا إذا كان ارتفاع ضغط الدم مزمنًا، يحتاج المريض إلى متابعة العلاج المستمر.